استمر في التعلم دائمًا

0
99
Always-keep-learning

ذات يوم قرر شخصان من القرية الذهاب إلى المدينة لكسب المال. بعد وصولهما إلى المدينة، عملا في وظائف صغيرة هنا وهناك لبضعة أشهر وادّخرا بعض المال. ثم بدأ كل منهما مشروعه الخاص باستخدام هذا المال. ومع مرور الوقت، بدأت مشاريعهما تزدهر. وخلال عامين، حققا تقدمًا كبيرًا.

عندما رأى الأول نجاح مشروعه، اعتقد أن عمله قد استقر الآن، وأنه سيواصل التقدم. ولكن على عكس توقعاته، تعرض لخسارة كبيرة في ذلك العام بسبب تقلبات السوق.

الشخص الذي كان يعيش في سعادة ونجاح عاد فجأة إلى أرض الواقع. بدأ يبحث عن الأسباب التي جعلت مشروعه غير قادر على الصمود أمام تقلبات السوق. أول ما فعله هو معرفة حالة مشروع الشخص الآخر الذي بدأ معه العمل. وكانت المفاجأة أنه رغم هذه التقلبات والركود، كان مشروع زميله يحقق أرباحًا. فقرر فورًا الذهاب إليه لمعرفة السبب.

في اليوم التالي، ذهب إلى زميله الذي استقبله بترحاب كبير وسأله عن سبب زيارته. قال له الأول: “صديقي! هذا العام لم يستطع مشروعي الصمود أمام تقلبات السوق. تكبدت خسائر كبيرة. وأنت تعمل في نفس المجال، فما الذي فعلته لتحقق أرباحًا حتى في هذه الظروف الصعبة؟”

عندها قال الثاني: “أخي! أنا أتعلم دائمًا، من أخطائي ومن أخطاء الآخرين. أتعلم من كل مشكلة تواجهني، حتى أكون مستعدًا للتعامل معها إذا واجهتها مرة أخرى. هذا النهج في التعلم هو ما يدفعني إلى الأمام في الحياة.”

بعد سماع هذه الكلمات، أدرك الأول خطأه. فقد أصبح في نشوة النجاح مفرط الثقة بنفسه وتوقف عن التعلم. عاد إلى بيته متعهدًا بألا يتوقف عن التعلم أبدًا. ومنذ ذلك الحين، لم ينظر إلى الوراء واستمر في التقدم.

العبرة

أصدقائي، إذا كنتم تريدون النجاح في الحياة، اعتبروها مدرسة وتعلموا في كل لحظة. فالحياة مليئة بالتغيرات والتطورات الجديدة كل يوم. إذا ارتكبنا خطأ اعتبار أنفسنا نعرف كل شيء، فسنتخلف في سباق الحياة. لأن الفائز في هذا السباق هو من يستمر في الجري بلا توقف. أما من يتوقف، فهزيمته مؤكدة. لذا، حافظوا على رغبتكم في التعلم، ولن تعيقكم أي تغييرات أو تقلبات عن المضي قدمًا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا